مجموعة لوحات وجوه الفيوم الأثرية عبارة عن بورتريهات مرسومة للمصريين القدماء، تعود إلى العصر الروماني، كانت ترسم لهم قبل وفاتهم لتوضع مع رفاتهم، حتى يمكن للروح التعرف على أصحابها وقت البعث حسب معتقدات المصريين القدماء، وكان يرسم هذه الوجوه فنانون مصريون يستخدمون ألوانا من تقنيات قديمة كالألوان الترابية والأكاسيد وزلال البيض والشمع.
هذه اللوحات -التي تزيد على الألف لوحة - استخدمها الرومان في القرن الميلادي الأول وحتى القرن الثالث الميلادي، بديلاً عن القناع الذي كان الفراعنة يستخدمونه بغرض تعرف الروح على المومياء في العالم الآخر، حيث كانت ترسم للشخصيات المختلفة أثناء حياتها، لتوضع في التابوت عند الوفاة، ويتم إلصاقها على وجهه وتثبيتها بلفائف الكتان حتى يمكن التعرف على صاحب الجسد أثناء عملية البعث.
و يطلق على هذه اللوحات اسم (وجوه الفيوم) رغم أنه تم العثور عليها في منطقة سقارة، لأن القسم الأكبر منها عثر عليه في الفيوم في مرحلة مبكرة من تاريخ التنقيب عن الآثار المصرية، حيث كان أول من عثر على هذه الوجوه في الفيوم والهوارة المنقب البريطاني (وليم ماثوس تيري) في عام 1888 واستطاع اكتشاف 146 لوحة منها.
لوحة الأخوين
ومن أجمل هذه اللوحات لوحة الأخوين التي تعود للقرن الثاني الميلادي، وهي على شكل دائري رسم في كل نصف منها وجه أحد الأخوين، وتم اكتشافها في عام 1899.
وتتميز هذه اللوحات باكتمال رسم تفاصيل الوجه، مع العيون الواسعة بشكل غير عادي، ومعظمها مرسوم على الخشب، وهي تصور رجال وسيدات وأطفال في مختلف المراحل العمرية، في أبهى الصور المزينة بأجمل ملابسهم وحليهم. وتعتب هذه اللوحات في نقطة الوصل ما بين الفن في العصور القديمة، والعصور الوسطى، وقد أثر هذا الفن بشكل كبير على فن الأيقونات القبطي.
1- صورة شخصية جنائزية (بورتريه) من الخشب من القرن الأول الميلادي، وتمثل وجه رجل من الأمام ويكاد الذقن أن يكون حليقا والشعر أسود قصير يتدلي على الجبهة، ويرتدي ملابس بيضاء بشرائط بنفسجية...أما البشرة فذات لون بني وكذلك لون العينين.
2- صورة شخصية جنائزية بورتريه من القرن الثاني الميلادي، يمثل شابة تم تصفيف شعرها إلى الخلف وجمع أعلى الرأس في شكل ضفيرة كبيرة ملفوفة ومثبتة بدبوس من الذهب قمته بيضاوية الشكل، وتظهر ضفائر صغيرة أمام الأذنين، وتتزين الفتاة بقرط من الذهب من ثلاث حبات وعقد من ثلاثة فروع، وتتميز بعيون واسعة وحواجب مقوسة، وترتدي ثيابا أرجوانية بشريط أسود.
3- صورة شخصية جنائزية (بورتريه) من الخشب ترجع إلى القرن الثاني الميلادي، وتمثل صورة رجل يتجه نحو الأمام مظهراًً الجانب الأيمن أكثر من الأيسر، ذو شعر أسود كثيف ولحية سوداء كثيفة وله عينان واسعتان ينظر في جرأة إلى الأمام، ويرتدي ملابس بيضاء ذات شريط أرجواني في جانبه الأيمن.
4- صورة شخصية حفائرية (بورتريه) من الخشب تمثل وجه سيدة من الأمام من القرن الأول الميلادي، ذات وجه شاحب وعيون سوداء وترتدي ملابس أرجوانية وقد صفف شعرها الأسود المجعد حول الجبهة وغطى الجزء العلوي من الأذنين، تتزين بقلادة من الذهب ذات دلاية على شكل هلال وقرط من الذهب مرصع باللؤلؤ.
المراجع:
الهيئة العامة للاستعلامات